يتبادر للكثير من الناس وخاصة فئة الشباب والمراهقين كم من المعتقدات والأفكار والتي أصبحت من المسلمات عند البعض أو أنها لا تقبل إعادة النظر ولا حتى التشكيك في صحتها.
ومن الخطر أحيانا أن يشب العقل على مفاهيم مغلوطة تماماً ويصدقها ويستمر في البناء عليها دائماً وهنا مكمن الأمر، فما بُني على باطل فهو باطل.
فالمفاهيم الخاطئة حول المخدرات والإدمان تؤدي لكوارث ومصائب جمة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع مثل أن يخرج شاب لا يعلم الحقيقة ومتحمس لتعاطي المخدرات بذريعة أنه للتجربة لأول مرة فقط واستند في ذلك لنصيحة قالها شخص يراه هو حكيما عالماً أو من معلومة حصل عليها من موقع عالمي مشبوه على شبكة الإنترنت ومتاح لة بإستمرار من خلال هاتفة الجوال وهذا ما يحصل غالباً ولا يعلم هذا الشاب أنه اتخذ قراره الخاطىء وألقى بنفسة البريئة إلى التهلكة بسبب تفكيرة الغير صحيح والمتمثل بعدم رجوعة إلى مصادر المعرفة الصحيحة وهو لايدرك بأن هذه المواقع أوجدت لتستهدف فئة الشباب وخاصة بأنهم الفئة الأكثر عرضة للوقوع في مصيدة الإدمان وذلك حسب الأرقام المحلية والدولية.
هل ترون حجم وخطور المشكلة؟ فالبعض قد لا يشعر بمدى ذلك كما نشعر بها نحن أصحاب الإختصاص والذين عايشنا هذا النوع من المشكلات وشاهدنا مدى الضرر الذي وقع ولا زال يقع.
ولكن تعالوا لنعرض بعض المفاهيم الخاطئة ونحاول تصويبها حتى يعاد إستيعابها من جديد.
مفاهيم كثيرة ومغالطات شائعة في المخدرات :
1- المفهوم الخاطئ : إن التعاطي يؤدي إلى نسيان المشكلات وأنه طريق الهروب منها.
الحقيقـة : إن التعاطي يؤدي إلى الإنتقال إلى مشكلة الإدمان وإنخفاض الإنجاز وإرتكاب الجرائم والموت المفاجيء.
2- المفهوم الخاطيء : أنه بإمكان الفرد التوقف والتراجع عن سلوك الإدمان وقت ما يشاء وبدون المراكز العلاجية.
الحقيقـة : إن السلوك الإدماني متنامي ومتصاعد ولا يمكن التوقف عنه أو التراجع إلا من خلال اللجوء إلى أصحاب الإختصاص والعلاج.
3- المفهوم الخاطيء : أن المخدرات تحقق ثراء فاحش.
الحقيقــة : إن الله قد حرم علينا المال الحرام وأن المخدرات لا تحقق الثراء كون هذا المال لا يدوم ويؤدي بصاحبه الى الهلاك.
4- المفهوم الخاطيء : إن الحشيش لا يسبب الإدمان.
الحقيقــة : إن الحشيش يسبب الإدمان وأن الإدمان نمط سلوكي مزمن متكرر متعدد الإنتكاسات والإدمان جسدي أو نفسي أو كلاهما.
5- المفهوم الخاطيء : إن الكبتاجون مادة منشطة تساعد على السهر والدراسة.
الحقيقـة : إن الكبتاجون مادة مدمرة للجهاز العصبي لجسم الإنسان ويتسبب بالإدمان السريع والإضطرابات السلوكية كونه يحتوي على مادة الأمفيتامينات الممزوجة بشوائب ومواد غير معروفة وممنوع على المستوى الدولي ولا يوجد أي نوع من الحبوب يساعد على السهر أو الدراسة وإن هذا كلام المروجين.
6- المفهوم الخاطئ : إن هناك مواد أو حبوب معينة يمكن للشخص أن يتناولها وتؤدي إلى زوال أثر التعاطي في الدم أو البول عند الفحص.
الحقيقة : إنه لا يوجد آية مواد تخدع المختبرات الجنائية وأنه يمكن للمختبرات كشف جميع أنواع المخدرات من خلال الفحص وبكل الظروف.
7- المفهوم الخاطيء : إن جميع الشباب يتعاطون المخدرات بسبب ضغوط من قبل أصدقائم فقط.
الحقيقـة : إن الشباب الذين يتعاطون المخدرات ربما يكون أصدقائهم يتعاطونها ولكن ليس بالضرورة أن يكون قد ضغط عليهم من قبلهم لكي يتعاطوها وإنما قد يكون بسبب الفضول وحب المعرفة أو بسبب مشكلات أو أسباب أخرى.
8- المفهوم الخاطيء : إذا قامت السلطات بالتخلص من المروجين والتجار بشنقهم في الأماكن العامة فلن يكون هنالك مشكلة مخدرات .
الحقيقــــــة : بأن حل المشكله لا يكون بالأحكام لوحدها وإنما جميع عناصر التنشئة الاجتماعية والمؤسسات ذات العلاقة لها أدوار مهمة في الحلول.
9- المفهوم الخاطيء: أن الحديث عن المخدرات في وسائل الاعلام لأجل التوعية يساهم بنشرها.
الحقيقــة : أن ما تقوم به المؤسسات من توعية للشباب حول أخطار المخدرات يجب أن يلقى دعماً من الأهل في المنزل (الأسرة)، وأن الحديث عن المخدرات بين أفراد الأسرة ووسائل الإعلام يكون له مردود إيجابي في بيان أضرارها والوقاية منها.
10- المفهوم الخاطيء : الشباب يحبون أن يتعاطوا المخدرات لكي يصبحوا سعداء.
الحقيقـة : إن تعاطي المخدرات لا تجلب السعادة إطلاقاً بل يبقى الشخص حزينا ومكتئبا طوال الوقت.
11- المفهوم الخاطيء : يمكن تعاطي بعض أنواع المخدرات والتي يطلق عليها المخدرات الخفيفة وأنها لا تسبب الإدمان فلا تعد مشكلة.
الحقيقـــة : إن أنواع المخدرات يتم تعاطيها تدريجياً في الغالب فان من يدخل هذه المتاهة لن يتمكن من الخروج منها بسهولة ولا يوجد ما يسمى بالخفيفة.
12- المفهوم الخاطىء، يمكن استخدام أي مستحضر طبي مثل الأدوية النفسية أو المسكنات دون أن تحدث مشكلات مثل الإدمان.
الحقيقــة : إن استخدام هذة العقاقير خارج الإشراف الطبي يسبب مشكلات كثيرة وخاصة بأن معظمها مواد مهبطة للجهاز العصبي.
إن ما تم ذكرة ليس حصراً فهناك الكثير من المعلومات السلبية حول المخدرات لدى شبابنا والتي يصعب حصرها في مقال واحد. وعلى هذا كله لابد من إيجاد منظومة إعلامية قوية تشارك فيها وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لدعم جهود الأجهزة المعنية بحيث تكون منظومة وقائية متكاملة وهذا سيساهم في الدور الأكبر والرئيسي لمواجهة الإعلام المسموم لشبكات تهريب المخدرات في العالم، والتي تعمل على إيصال هذة المفاهيم وغيرها من الأفكار والمعلومات المضللة لأبناءنا وخاصة في ظل التطور الإعلامي وسرعة وصول المعلومة. وقد يكون هذا من خلال تشريع يشرك جميع المؤسسات ذات العلاقة سواء حكومية أم خاصة وتوزيع الأدوار بشكل منظم والإستمرارية الممنهجة لأجل إيصال الرسائل الصحيحة ولكافة الفئات العمرية وبمختلف الوسائل ومنها المناهج المدرسية ليكون لها دوراً رئيسياً في طرح الأمر لابنائنا الطلبة وبطريقة عملية مدروسة تحذرهم مما قد يواجههم في حياتهم وخاصة في ظل تفاقم مشكلة المخدرات والإدمان عالمياً وإقليماً.